العلايلى : 100 ألف دولار متوسط ما يضخه المستثمر الملائكى فى كل فرصة  

يناقش مجلس إدارة جمعية ملائكة الأعمال المصرية، مقترحاً لإنشاء بورصة خاصة للشركات الممكنة تكنولوجيا والناشئة، على أن يتم عرض التصور على مجموعة واسعة من الخبراء والمختصين، والبورصة المصرية للوصول إلى الشكل النهائى لسوق جديد لتوفير باب لتخارج المستثمرين الملائكيين يضمن زيادة أعدادهم فى السوق المصرى وضخ المزيد من الاستثمارات خاصةً بعد التغيرات الواسعة التى أحدثتها «جائحة كورونا» فى الاقتصاد العالمى.

وفى حوار لـ «البورصة» مع سمير العلايلى مؤسس ورئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لملائكة الأعمال عبر تطبيق «Zoom»، استعرض العلايلى أهمية إيجاد سوق للتخارج للمستثمرين والصورة الحالية للاستثمار الملائكى والشركات الناشئة الصغيرة فى ظل جائحة كورونا.

قال سمير العلايلى مؤسس ورئيس الجمعية المصرية لملائكة الأعمال، إن تداعيات أزمة «كورونا» أثرت بصورة كبيرة على الشركات الناشئة، لافتًا إلى أنها تعد من أكثر القطاعات تضررًا جراء الجائحة.

وأوضح العلايلى لـ”البورصة»، أن الجمعية تعمل على الحفاظ على الشركات الناشئة ودعمها فى ظل الظروف الحالية، من خلال السعى لزيادة عدد ملائكة الأعمال وجذب المزيد منهم لضخ استثماراتهم بتلك الشركات      .

ولفت، إلى أن هناك عقبة تواجه ملائكة الأعمال المستثمرة فى الشركات الناشئة وهى آليات التخارج، مشيرًا إلى أن الجمعية تبحث عن آليات جديدة تسهل عليهم تخارجهم فيما بعد، وحيث إن بنوك الاستثمار لا تتعامل مع الشركات فى مراحلها الصغيرة، وشركات رأس المال المخاطر مازالت غير مفوضة لشراء حصص المستثمرين الحاليين، ظهرت الحاجة إلى وجود نوع جديد من الوسطاء الماليين لدعم تلك الشركات

وأوضح العلايلى، أن الجمعية طرحت فكرة إنشاء بورصة خاصة طبقاً للمادة 26 من قانون سوق المال المعدل، بالتنسيق مع الجهات المختصة لطرح وتداول الشركات المُمَكِّنة تكنولوجياً بعد إنشائها، وذلك لتوفير آلية لتخارج ملائكة الأعمال، مع استعمال البنية التحتية من شركات السمسرة القائمة، بالإضافة إلى الرعاة المسجلين وذلك لدعم هذا السوق.

وأشار، إلى أن الجمعية ستعقد اجتماع مجلس إدارة لمناقشة الفكرة، ومن ثم دعوة الخبراء المتخصصين فى هذا الشأن للتحدث عن سبل تنفيذها، لافتًا إلى أن إنشاء بورصة يحتاج إلى موافقة رئاسة مجلس الوزراء للإنشاء.

إعادة نسخ التجارب العالمية غير مجد ويجب إيجاد نموذج مصر لملائكة الأعمال                                      

وتسعى الجمعية إلى تحفيز مزيد من المستثمرين الملائكة للاستثمار بتلك الشركات، وأن هناك حالة من القلق والتراجع فى أعداد المستثمرين الملائكيين بسبب الظروف الحالية فهم لا يعرفون متى وكيف يمكنهم التخارج بعد ذلك، وبالتالى كان لا بد من البحث عن حلول لمعالجة تلك المشكلة، بما يسهل عليهم عمليات التخارج، ويشجعهم على ضخ المزيد من الاستثمارات، وفقًا لـ العلايلى

وأوضح العلايلى، أن حجم الاستثمار الملائكى فى مصر من الصعب حصره، إلا أن هناك عددا من المعايير يمكن من خلالها تخمين رقم، حيث يستثمر كل مستثمر ملائكى نحو 100 ألف دولار فى المتوسط فى كل فرصة استثمارية، ونحو 3 استثمارات سنوياً فى المتوسط، ويبلغ عدد المستثمرين الملائكيين نحو 150 فى السوق المصرى، ما قد يرفع الرقم لنحو 45 مليون دولار .

وأشار العلايلى إلى أنه بمقارنة أعداد المستثمرين الملائكيين فى السوق المصرى بغيرها من الاقتصادات وعلى سبيل المثال النظام الإنجليزى فإن هناك فجوة كبيرة من حيث أعداد المستثمرين وحجم المبالغ المستثمرة، مضيفاً أن النظام الإنجليزى لملائكة الأعمال قائم على إعفاءات ضريبية للأموال الخاصة للمستثمرين تخصم من الوعاء الضريبى مقابل ما يتم استثماره فى الشركات الناشئة، وهو ما يحفز وجود أعداد كبيرة منهم خاصةً وأن تلك الأموال المستثمرة كانت بالأساس ستذهب إلى الضرائب وبالتالى سيفقدها ملائكة الأعمال، ما يجعل من استثمارها فى الشركات الناشئة رغم ارتفاع مخاطرها أمراً مقبولاً ورائجاً، إلا أن هذا النظام أو الحافز لا يجب استنساخه خاصةً وأنه لا توجد ضرائب على الأموال الخاصة وإنما تفرض فقط على الشركات بالأساس وبالتالى فإن عمليات الحفز لملائكة الأعمال المصريين يجب أن تكون نسخة مصرية خالصة، ولا يجب تقليد الغير فى استيراد أمور لا تتوافق مع الطبيعة المصرية

وأشار العلايلى، إلى أن عدد أندية ملائكة الأعمال الحالية حوالى 4 أندية، لافتًا إلى أن عملية تأسيس ناد تستغرق وقت يصل إلى 6 أشهر، كما شاركت مؤخرا فى تأسيس نادى جديد لسيدات الاعمال

وأكد العلايلى، على أن «أزمة كورونا» حفزت نشاط الـ» plug in» بين الشركات الناشئة وهو نظام تبادل المنفعة التكنولوجية ما بين الشركات لتقليل تكاليفها فى ظل الجائحة

وأوضح العلايلى أن نشاط تبادل المنفعة يمثل تكامل بين الشركات الناشئة، ولا يعد اندماجا بين الشركات الناشئة

« كورونا» عصف بتقييمات الشركات.. و«الصراع من أجل البقاء» عنوان المرحلة  

  وردًا على تساؤل البورصة بشأن تحفيز «كورونا» عملية الاستحواذ من قبل الشركات الكبرى على     الشركات الناشئة لضمان البقاء، أوضح العلايلى، أن مصطلح الاستحواذ بالمفهوم المتعارف عليه ليس واردًا فى نشاط ملاك الأعمال، لأنه فى حالة الاستحواذ انتفى وجود فكرة مالك للنشاط من الأساس

ولفت العلايلى، إلى التوعية بمجال «ملائكة الأعمال» ما زال صعبًا للغاية نظرًا لتخوف بعض المستثمرين من الفكرة، مشيرًا إلى سعى الجمعية لنشر الفكرة، وتوضيح أبعادها، والضمانات الخاصة بها مع التركيز على الجانب التنموى والخيرى لدور ملائكة الأعمال

وأشار العلايلى الفارق الكبير بين المستثمر الملائكى وغيره من المستثمرين سواء حاضنات ومسرعات الأعمال، أو الاستثمار المخاطر، إلى الدور الذى يلعبه المستثمر الملائكى ليس فقط بقيامه بالاستثمار وإنما بالخبرة التى يقدمها وشبكة العلاقات لتصويب بعض أفكار الشركات الناشئة، فضلاً عن إختلاف المرحلة التى يستثمر بها ملائكة الأعمال والتى تركز على شركات ناشئة قائمة ممكنة تكنولوجياً بنسبة كبيرة لديها نظام جيد من الإفصاح والشفافية، بخلاف مسرعات وحاضنات الأعمال والتى قد تبدأ الاستثمار من مرحلة الفكرة

ويرى العلايلى أن الفترة الحالية عنوانها الرئيسى «الصراع من أجل البقاء»، وهو ما يتم التركيز عليه بالأساس من جانب الشركات الناشئة، لتأمين تواجدها فى المستقبل، مضيفاً «التوسع والنمو ليسا الأهم حالياً والفرصة الحقيقية هى إيجاد قدم فى المستقبل

أضاف أن من باطن الأزمات تأتى الفرص، فخلافاً لما كان عليه الوضع فى السابق من بحث الشركات الناشئة على شركات كبيرة تقدم لها حلولها التكنولوجية بات الوضع معكوساً وتبحث الشركات الكبيرة على شركاء متمكنين تكنولوجياً فى العديد من الخدمات اللوجيستية والتسويقية وحلول الدفع للشراكة والتكامل معها، خاصةً وأن حظر التجول بسبب «فيروس كورونا» وزيادة عدد الساعات التى يقضيها المستهلكون على الإنترنت جعلته السوق الأكثر ملاءمة للتسويق.

وأكد العلايلى أن عودة الاقتصاد لطبيعته قد تأخذ منحنى طويلا نوعاً ما خاصةً وأن تقييمات الشركات تأثرت بصورة كبيرة من جائحة كورونا، وسيصعب على ملائكة الأعمال الاستثمار لفترات طويلة تصل إلى 7 أو 8 سنوات

وبالتالى جاءت الفكرة من ضرورة إنشاء بورصة خاصة لتخارج ملائكة الأعمال لتمثل معبراً لطول فترة الاستثمار تقسم الفترة والعوائد على مجموعة أوسع من المستثمرين وتحفز ضخ المزيد من الاستثمارات والتوعية بصورة أكبر لهذا النوع من الاستثمار

وبدأت جمعية «ملائكة الأعمال المصرية» فى مزاولة نشاطها بشكل رسمى، أكتوبر 2018، بعدما حصلت على موافقة التأسيس من وزارة التضامن الاجتماعى، كأول جمعية من نوعها فى مصر، تدعم وترعى المستثمرين بقطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر؛ وللمساهمة فى دفع عجلة الاقتصاد القومى، إذ تهتم الجمعية بالمستثمرين فى قطاع «الاستثمار الملائكى»، وزيادة الوعى الاستثمارى الخاص بهم، وفقًا لما هو مطبق فى الخارج

وتأسست الجمعية بمبادرة عدد من رجال الأعمال والخبراء، المهتمين بتنمية قطاع الاستثمار الملائكى فى مصر، وعلى رأسهم المهندس سمير العلايلى، وتضم الجمعية فى مجلس إدارتها رجال وسيدات أعمال، ورواد الأعمال والمستثمرين بمصر